![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhCMsPoap9MEAYb-1DamNVhZD1-_KdLYURYCoWdT4IVzxdYErDyr8woH-1lLXXNcUh_g31ns9Jg1zjIE8cR09km6TAoScCijPLSfv3T18wbXPStzRY1XoydUSfn6MSLFPoF7XjQ4CqWNDKr/s320/www-mkani-com_1302c95782.jpg) |
(image: www-mkani-com) |
ثبت لي بالخبرة والممارسة
والاحتكاك أن الصعوبة الكبرى في الحياة ليست في الاختيار بين الخير والشر بل في
الاختيار بين الخير والخير على أننا في صدد الحياة لاندرك أن رغبة ما يمكن أن تكون
ملتئمة مع رغبة أخرى. وقد يتردد الفتى بين عشر خطط للمستقبل، ولكن الرجل الناضج
يكون عليه أن ينبذ عدة خطط ليمضي في واحدة مختارا بين خير وخير أو نافع ونافع.
وهذه الحقيقة ذاتها تصدق في عالم
العواطف، فإن من الملائم لسن المراهق أن ينقل فؤاده وحبه من واحدة أخرى، ولكنها
تكون مأساة إذا قام الكبير بدون المراهق. والرجل الذي يحاول أن يرتدي ثوب الشاب
الخالي من الهموم، والمرأة التي تكسو عواطفها ثياب عروس من عرائس اللعب – هذان
مسكينان يستحقان الرثاء، لأنهما لم يتعلما أن النمو الإنساني معناه إغلاق أبواب
عدة قبل أن يتسنى فتح باب كبير واحد – باب الحب الناضج والعمل الناضج.
والحقيقة الأساسية الأولى في
حياتنا الفردية هي أنه لا غنى (بالحب) العلاقة بشخص يعتز به أو جماعة يضر بها،
والشعور بأن الإنسان ينتمي إلى كل أكبر منه، وأن له قيمة عند غيره من الناس.
وحاجة بعضنا إلى بعض هي أشمل
الحقائق الإنسانية فإن شخصياتنا تصاغ بفضل احتكاكنا واتصالنا بالغير، وقد يتلقى
الغلام عدوى الشجاعة من أبيه، أو شقوة الخوف من أمه ونحن نتمثل أبطالنا وبطلاتنا،
ونجعل أسلوب حياتهم جزءا من كياننا ووجداننا، وهكذا يترك كل قديس، وكل خاطئ أثره
فيمن يراهم لأن أقوالهم وأعمالهم تنطبع على الطين الطري؛ طين الطبيعة الإنسانية في
كل مكان. وكل إنسان طبيعي يعاني مخاوف وهموما لاتحصى، ولكن من الممكن التغلب على
هذه الهموم بالحب.
وإنه لصحيح إلى حد ما أن نعترف
بأن الخوف نعمة وإحساسنا بالخوف نعمة، فإن الخوف كثيرا ما يكون الباعث على النمو
والحافز إلى الاختراع، ثم إن الإنسان الخائف عند الخطر الحقيقي خوفه هذا مرغوب
فيه، ولكن العجيب أن معظم مخاوفنا لا أساس لها فنحن أحيانا نخشى على صحتنا ونقلق
على قلوبنا ورئاتنا وضغط دمنا وأرزاقنا، فنتحسس ضغضنا لنهتدي إلى دليل على المرض
في كل عرض بريء أو لا معنى له. أو يعترينا القلق على شخصياتنا ونشعر بالتزعزع وعدم
الثبات ونحزن على ما خبنا فيه، ونتوهم أن الغير يحتقروننا أو لايرضون عنا – وهي
كلها – في ظني – أوهام – علاجها أن تحب الآخرين وأن تتوثق عرى المحبة بينك وبينهم.
فاستشعارك بأن الآخرين يحبونك كفيل بالبيضاء على كل أمراض الدنيا التي أصابتهم بأوهم،
وكفيل بالقضاء على كل أوهام التزعزع وعدم الثبات.
هذا ما أعتقده في الحب بين الناس.
فالحب ليس بضاعة نخفيها في السوق الأسود أو شيء كمالي، إنما بالحب تصفو الحياة،
والحياة الحب. ولذلك كان من معالم الإيمان في ديننا الحنيف: أن تحب لأخيك ما تحب
لنفسك.
بدون الحب تكون الحياة سخفا، أو
تكون كما قال ابن الرومي: وكل ما نمضي من الأمور تعلة من يومنا المذكور ومتعة من
متع الغرور.
الحب هو مادة الحياة في هذه
الدنيا آنما نفقد حياتنا ونفقد دواتنا ونفقد الآخرين ونصنع البغضاء التي تصبغ
كوكبنا بالمرض النفسي والعداء وبالدماء وبالضياء، بل يقول البعض: إن الجانب المدهش
من الحب هو أنه ينسيك وجود الموت!
فالجدير بالذكر ما أتى به سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم: إذا طبق بمفهوم عالمي – وهو صاحب الديانة العالمية –
لتغير وجه الأرض فإني إن شاء الله من الشاهدين.
صدق رسولنا وإذا بلغت فجزاك الله
عنا كل خير وجزى أهل الشر من البشر بما هم صانعوه.
*طالب قسم تعليم
اللغة العربية بجامعة النقاية للعلوم الإسلامية قولوء-قولوء سومنب مادورا (PBA_INSTIK ANNUQAYAH)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar